توجد ألعاب تستحق الإشادة التي تحظى بها بجدارة، بينما توجد أخرى تعاني من التجاهل رغم استحقاقها مبيعات تفوق حتى أضخم العناوين. وفي المقابل، هناك فئة من الألعاب حققت مبيعات ضخمة دون أي مسوغ منطقي.

لا يعني هذا بالضرورة أن هذه الألعاب هي الأسوأ على الإطلاق، لكنها بكل تأكيد لا تستأهل الكم الهائل من النسخ التي تم بيعها، خصوصًا إذا ما قورنت بجودة أسلوب اللعب والقيمة الترفيهية التي تقدمها ألعاب أخرى تتفوق عليها بمراحل.

ias

13) Aliens: Colonial Marines

  • المبيعات: 1.31 مليون نسخة.

مما لا شك فيه أن تجربة سلسلة ألعاب Alien بترتيب معكوس تجعل الانتقال من تحفة مثل Isolation إلى Colonial Marines أشبه بمقارنة مجحفة وتقهقرًا على جميع الأصعدة. فبعد الغوص في أجواء Isolation، التي قدمت رعبًا متقنًا وآليات لعب محكمة، تبدو Colonial Marines كلعبة تفتقر إلى أبسط معايير الجودة. حتى رؤية كائنات الـXenomorph في بداية اللعبة، والتي تعج بالأخطاء التقنية، كانت بمثابة إشارة واضحة إلى أن التجربة برمتها ستكون فاشلة، ليس بسبب الرعب، بل بسبب الرداءة المتأصلة في اللعبة نفسها.

بالرغم من المسيرة الطويلة لألعاب التصويب من منظور الشخص الأول، فإن ما قدمته Colonial Marines من أسلوب لعب تقليدي وسطحي للغاية يجعلها تجربة تبعث على الإحباط لأي لاعب متمرس. لا يوجد أي نوع من الابتكار أو العمق في نظام القتال، وكأن اللعبة تكتفي بأقل المتطلبات دون أدنى محاولة للتجديد أو الإبهار. ومن المؤسف أن بعض تصميمات البيئات والمجسمات أظهرت مجهودًا فنيًا ملحوظًا، لكن هذا الجهد تبدد وسط تجربة لعب مبتذلة ومملة.

ومع مرور الوقت، لم تتحسن اللعبة أو تحظى بأي استحسان إضافي، بل أصبحت مثالًا يُستشهد به دائمًا عند الحديث عن الإصدارات التي حملت أسماءً رنانة لكنها منيت بفشل ذريع نتيجة لضعف التنفيذ وسوء الإدارة الإبداعية.

12) Devil May Cry 2

  • المبيعات: 1.7 مليون نسخة.

قد يظن الكثيرون أن لعبة تحمل اسم Devil May Cry ستأتي بتحدٍ كبير وتجربة فريدة كما عودتنا السلسلة، ولكن لسوء الحظ، خيبت Devil May Cry 2 هذه التوقعات بشكل صارخ. أتت اللعبة بتجربة متواضعة ومحدودة، تفتقر إلى التنوع والابتكار، وتعتمد على أسلوب لعب نمطي يفتقر إلى أي قدر من التحدي أو الإثارة. لم يقتصر الأمر على طريقة اللعب فحسب، بل امتد إلى القصة الركيكة والمشاهد السينمائية الساذجة، بالإضافة إلى تصميم البيئات والشخصيات الذي لم يرتقِ إلى المستوى المأمول، مما جعلها من الأجزاء التي يمكن تجاوزها بسهولة في تاريخ السلسلة الزاخر.

ورغم أن الفكرة الأساسية للعبة تقوم على منح اللاعب شعورًا بالقوة والمرونة أثناء تأدية الحركات القتالية وتفادي الضربات، مع مزج بين القتال اليدوي وإطلاق النار، إلا أن Devil May Cry 2 بدت وكأنها تسعى إلى أن تكون لعبة تصويب أكثر من كونها لعبة أكشن بأسلوب السلسلة المعهود، مما أفقدها هويتها المميزة. كل هذا جعلها تجربة محبطة لعشاق السلسلة، ومثارًا للنقد اللاذع بين اللاعبين.

ولحسن الحظ، استفادت السلسلة من هذا الإخفاق، وتعلمت الدروس من أخطاء هذا الجزء. فالأجزاء اللاحقة أعادت بناء هوية Devil May Cry من جديد، وقدمت تجارب أعادت للسلسلة رونقها وسمعتها المستحقة.

11) BRINK

  • المبيعات: 2.5 مليون نسخة.

يتذكر العديد من اللاعبين كيف لفتت لعبة BRINK الأنظار عند إطلاقها، وبالأخص بفضل الغلاف الآسر الذي أوحى بأنها ستقدم تجربة تصويب مبتكرة ومليئة بالتشويق. في ذلك الحين، كان المظهر الخارجي كافيًا لإغراء البعض بالانخراط في هذه التجربة. ولكن سرعان ما اتضح أن تلك الآمال كانت مفرطة، حيث تحولت اللعبة بسرعة إلى تجربة مُحبِطة يصعب تذكرها إلا كمثال صارخ على خيبة الأمل.

القصة في BRINK كانت هزيلة وغير ملهمة، واللعب الجماعي لم يقدم أي إضافة تميزه عن ألعاب التصويب التقليدية في مطلع الألفية الجديدة. ارتكزت اللعبة على تكرار ممل في أسلوب اللعب، مع مهام نمطية وأساليب تنفيذ تفتقر إلى الإبداع، مما جعل التجربة بأكملها تبدو وكأنها استنساخ باهت لألعاب سبقتها بسنوات دون أن تضيف أي عنصر جديد يستحق الذكر.

والأكثر غرابة هو تركيز اللعبة على التخصيص البصري للشخصيات، في حين أن اللاعبين لا يرون شخصياتهم خلال اللعب بسبب طبيعة منظور الشخص الأول. هذا الأمر جعل نظام التخصيص عديم الفائدة تقريبًا، ويكشف عن انفصال جلي بين التصميم وواقع اللعب الفعلي. بالنسبة للكثيرين، تعتبر BRINK واحدة من أكثر ألعاب التصويب التي أحدثت خيبة أمل واسعة النطاق، ومن الصعب تغيير هذه النظرة بالنظر إلى التجربة الكاملة التي قدمتها اللعبة.